
شكلت مدينة تيشيت، لعدة قرون واسطة العقد بين مدن القوافل في الصحراء الموريتانية التاريخية الممتدة شمالا من ودان إلي ولاته جنوب شرق البلاد، مرورا بتنيكي (التي اندثرت) وبشنقيط قبل تيشيت، التي ازدهرت فيها التجارة والعلم وشكلت قبلة لطلاب العلم والمال في الشمال الإفريقي وكانت منطقة تبادل بين القوافل القادمة من المغرب وتلك القادمة من السودان.

وقد أسس مدينة تيشيت، احد مشاهير تلامذة القاضي عياض المراكشي وهو الشريف عبد المؤمن، عام 536 هجرية، الذي بدأ ببناء المسجد ثم دار مسكنه، تأسيا برسول الله (ص)، وتثبت الأبحاث أن الشريف عبد المومن، قد حباه الله بخصال حميدة، قل ان تجتمع في شخص واحد، فقد عرف عنه الورع والعلم والعمل والزهد والبساطة وحب الناس وحرصه علي التأكيد لتلامذته ولسكان مدينته الجديدة، أن لا فضل إلا بالتقوى وهذه الخصال، كان لها الفضل بعد الله في ازدهار تيشيت وكونها جذابة لكل من يمر بها، مما جعل سكانها يتشكلون في الأصل من موزايك من أعراق وأمصار شتي
صهرتهم الحضارة التيشيتة في مجتمع واحد خلقه الورع والكرم وحسن الأخلاق والتوق إلي العلا.

0 التعليقات: